الأحد، 16 نوفمبر 2014

دفاعا عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم

دفاعا عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم 

بداية أقول ربما أغلبكم قرأ قول الشاعر 
                 ولو كل كلب عوى ألقمته حجرا    لأصبح الصخرمثقالا بدينار 

و لكني أقول أن هناك كلب عوى سألقمه حجرا !!

و إني بكل صرحة أعتذر من الكلاب لأني نسبت لهم من هو أحقر من هذا المستوى و الكلاب أعلى مقاما منه أعزكم الله !!

و أرجو المعذرة من جميع الإخوة من أهل السنة أن تكون هذه مقدمة لكلامي لكن كلما سكتنا قام حقير منهم ليسيء للنبي صلى الله عليه و سلم و هو أحب خلق الله إلى قلوبنا .

فقد وصلتني رسالة من حقير لا أعلم هل هو ملحد أم نصراني يطعن في نسب النبي صلى الله عليه و سلم بكلام يندى له الجبين و لا يستطيع المسلم أن يقوله ، و يا أسفي لو كان هذا في زمن الرجال لجردت السيوف من أغمادها و لم ترجع إلا و قد طارت الرؤوس و ابتلت بالدماء ! 

و لكن هذا جهد المقل لعل الله أن يلطف بنا من بعد ذل !
 
و ليعلموا أن هذه الأمة ستعود إلى قوتها و بأسها و ما يفعلونه اليوم سيجمع لهم ليوم الغد !! 

و ليس بعد الضغط إلى الإنفجار !

نقول لهم يا حثالة دعوا لنا حبيبنا ، كفوا ألسنتكم و أقلامكم عنه قاتلكم الله !

و للرد على ما يطعنون فيه و بزعمهم أنه لم يستطع أحد الرد عليهم و أن علماء الأمة ليس عندهم جواب ... إلى آخر هذا الكلام التافه الذي يحاولون يائسين أن يضحكوا به على أنفسهم أولا و غيرهم ثانيا ، إليكم هذه الردود للمحبين له صلى الله عليه و سلم ليزدادوا فرحا فداه أبي و أمي و الناس أجمعين و للمحرومين ليزدادوا كمدا و غيظا : 

1- رد الشيخ الزغبي على شبهة نسب النبي صلى الله عليه و سلم 

2- الرد على القمص الكذاب زكريا بطرس في مسألة نسب النبي صلى الله عليه وسلم

3- شبهة عن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وردها

4- الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه الصلاة

5- الرد على من طعن فى نسب الرسول

6- الآصول فى اثبات طهاره امنه ام الرسول

7- الرد على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه و سلم 

و نتختم بالصلاة و السلام عليه فنقول ( اللهم صل على محمد و على آل محمد و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )


 

--

أخوكم / المسلم الغيور ..

للاشتراك في مجموعة المسلم الغيور البريدية ما عليكم سوى الضغط على الرابط
التالي و إدخال بريدكم الإلكتروني في المربع الخالي ثم الضغط على زر إشترك
:
http://groups.google.com/group/almoslime/boxsubscribe

موقع قناة المسلم الغيور :
http://www.youtube.com/user/almoslimalgayour

موقع مدونة المسلم الغيور :
http://almoslimalgayour.blogspot.com/

صفحة المسلم الغيور على الفيس بوك :
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002342342697

صفحة المسلم الغيور على تويتر :
http://twitter.com/#!/almoslimalgyour

 

 
قال تعالى : { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ }

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

عذرا أختنا ريحانة

قامت قبل أكثر من اسبوع السلطات المجوسية في إيران بتنفيذ حكم الإعدام في أختنا ريحانة جباري من أهل السنة في إيران لأنها قتلت ضابط المخابرات الذي حاول اغتصابها بعد رحلة من التعذيب و التحقيق و الإساءة المتواصلة و التحطيم النفسي.

وقامت ريحانة بكتابة رسالة طويلة لأمها تم نشرها في الصحف و غيرها ، مما ذكرته في الرسالة أن إعدامها لن يكون النهاية و أنها ستقف في محكمة العدل أمام الله عز وجل ليتم إنصافها ممن ظلمها و ذكرت القاضي و المحقق و غيرهم ممن ساهم في التحقيق و المحاكمة ...
و لي إضافة على هذا الكلام ، فسيقف معهم أمام الجبار حكام العرب الساكتين و المتخاذلين عن حقوق الأمة و الإسلام و أعراض المسلمات في شتى بقاع الأرض .
أين هم من المعتصم عندما قالت إمرأة وا معتصماه فحرك لها جيشا أوله عندها و آخره عنده و هو على رأسه ..
    أما اليوم ! فتصرخ نساء الأمة بالمئات بل بالآلاف إن لم يكن بالملايين في شتى بقاع الأرض ولا مجيب !!

 فوا رب وامعتصماه انطلقت         ملء أفواه الصبايا اليتـــم 
                                   
لامســت أسماعهـــم لكنهـــا          لم تلامس نخوة المعتصم 

نقول إن غدا لناظره لقريب ...

صرخات و دموع و آهات و دماء أخواتنا لن تذهب سدى فإن لم تلاق من ينجدها في الدنيا فإنها لن تضيع عند الجبار و سترد الحقوق لأهلها و سيقتص ممن ظلم و شارك و سكت و تخاذل و رضي .

     ختاما أقول أسأل الله العلي القدير أن يتقبل أختنا ريحانة و أن يرحمها و يعلي قدرها و يقتص ممن ظلمها . و أمثالها اليوم كثير ، اللهم هيأ لهذه الأمة أمر رشد و اجمع كلمتها ووحد صفوفها و اعلي راية الجهاد و أعد لهذه الأمة هيبتها و تقدمها .. آمين يا رب .

الأحد، 23 فبراير 2014

هل السنة النبوية محفوظة من الضياع

السؤال:
نحن نعلم أن القرآن محفوظ ؛ فهل السنة محفوظة أيضا ولم يضع أي حديث لرسول الله منها ، علما أن المغول التتار أحرقوا كتب السنة كثيرا ، وكذلك فعل الاستعمار الحديث في البلاد العربية .

الجواب :
الحمد لله

لقد بعث الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالهُدَى ودين الحق ، وأنزل عليه كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأمره بتبليغه إلى الناس كافة ، وتَكَفَّلَ سبحانه بحفظ هذا الكتاب ، فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ).

وقد وَكَلَ إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مهمة البيان للقرآن ، فقال عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ، وقال: ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
فقامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك خير قيام : يُفَصِّلُ مُجْمَلَهُ ، ويُقَيِّدُ مطلقه ، ويشرح ألفاظه ، ويُوَضِّحُ أحكامه ومعانيه ، فكان هذا البيان منه صلى الله عليه وسلم هو سُنَّتَه التي بين أيدينا .
ولما كان هذا البيان منه صلى الله عليه وسلم بياناً لكتاب الله ، فإنه كان مؤيداً في ذلك من الله عز وجل ، وكانت سُنَّتُه وحياً من عند الله ، كما قال سبحانه وتعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى).
قال ابن حزم الظاهري : " فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي ، والوحي بلا خلاف ذكر ، والذكرُ محفوظ بنص القرآن .
فصح بذلك أن كلامَه صلى الله عليه و سلم كلُّه محفوظ بحفظ الله عز وجل ، مضمونٌ لنا أنه لا يضيع منه شيء ، إذ ما حفظ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء ، فهو منقول إلينا كله ". انتهى ، "الإحكام في أصول الأحكام " (1/95).
وقال : " والذِّكْرُ اسم واقعٌ على كلِّ ما أنزل الله على نبيِّه : من قرآنٍ ، أو سُنَّةٍ ". انتهى ، "الإحكام في أصول الأحكام" (1/115).
قال ابن القَيِّم : " فَعُلِمَ أَنَّ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ كُلِّهِ وَحْيٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَكُلُّ وَحْيٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ ذِكْرٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) فَالْكِتَابُ : الْقُرْآنُ ، وَالْحِكْمَةُ : السُّنَّةُ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أُوتِيَ السُّنَّةَ كَمَا أُوتِيَ الْكِتَابَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ ضَمِنَ حِفْظَ مَا أَوْحَاهُ إِلَيْهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ ؛ لِيُقِيمَ بِهِ حُجَّتَهُ عَلَى الْعِبَادِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ". انتهى ، " مختصر الصواعق المرسلة" (2/371) .
وإن من مظاهر هذا الحفظ لسنته صلى الله عليه وسلم : ما قام به علماء الإسلام وجهابذته من جهد ظاهر ، وعمل دؤوب مُضْنٍ ، في سبيل جمع هذه السنة وتدوينها ، ووضع القواعد التي تضبط روايتها ، وتحدد قبولها من ردها ، وتمحص أحوال نقلتها ورواتها .
فالسنة تكفل الله بحفظها عن طريق هؤلاء الرواة الذين سخرهم لحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن رجب : " فأقامَ اللّهُ تعالى لحفظِ السُّنَّةِ أقواماً ميَّزوا ما دخلَ فيها من الكذبِ والوهم والغلطِ ، وضبطُوا ذلكَ غايةَ الضبطِ ، وحفظوه أشدَّ الحفظِ ". انتهى ، "تفسير ابن رجب الحنبلي" (1/605).
والحاصل : أن السنة محفوظة من الضياع ، وكل ما تحتاجه الأمة منها قد نقله العلماء وحفظوه في الصدور والسطور .
وعلى الرغم من الكم الهائل من الكتب التي تم إتلافها على أيدي التتار في بغداد ، إلا أن هذا لم يؤثر على حفظ السنة شيئاً ، فالسنة النبوية محفوظة في صدور العلماء قبل كتبهم ، فضلا عن انتشار كتب الحديث ونسخه في كافة أصقاع العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه.
تم الاستفادة من كتاب : " ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة" (1/327) لجمال السيد ، وكتاب : " الحديث حجة بنفسه" للشيخ الألباني .

غير أننا ننبه هنا إلى أمرين :
الأول : أنه ليس معنى ذلك أن كل كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، فقد حفظت ونقلت لنا ، وهي بين أيدي الناس الآن ، بل المراد أن كل ما يحتاجه الناس في أديانهم من أحكام وشرائع ، فهي محفوظة بحفظ الله ، لم يضع منها شيء .
الثاني : أنه ليس معنى ذلك أن كتابا واحدا قد ضمها ، أو ضم الميسور في أيدي الناس منها ، أو أن عالما واحدا قد جمعها وحواها ، حتى لا يخفى عليه منها شيء ؛ بل المراد أن علم جميعها موجود في الأمة ؛ فإذا ذهب علم شيء منها على عالم ، وجد عند غيره ، وإذا خفي في بلد ، ظهر في غيره .

قال الإمام الشافعي رحمه الله :
" ولسان العرب: أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرُ نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها، حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه.
والعلمُ به عند العرب ، كالعلم بالسنة عند أهل الفقه، لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيءٌ ؛ فإذا جُمع علم عامة أهل العلم بها ، أتى على السنن، وإذا فُرّق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها ، ثم ما كان ذهب عليه منها موجوداً عند غيره.
وهم في العلم طبقات : منهم الجامع لأكثره، وإن ذهب عليه بعضه، ومنهم الجامع لأقلَّ مما جمع غيره.
وليس قليلُ ما ذهب من السنن على من جمع أكثرَها: دليلاً على أن يُطلب علمه عند غير طبقته من أهل العلم، بل يُطلب عند نظرائه ما ذهب عليه ، حتى يؤتى على جميع سنن رسول الله - بأبي هو وأمي - فيتفرَّد جملة العلماء بجمعها، وهم درجات فيما وَعَوا منها " انتهى من "الرسالة" (42-43) .
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

--

أخوكم / المسلم الغيور ..

للاشتراك في مجموعة المسلم الغيور البريدية ما عليكم سوى الضغط على الرابط
التالي و إدخال بريدكم الإلكتروني في المربع الخالي ثم الضغط على زر إشترك
:
http://groups.google.com/group/almoslime/boxsubscribe

موقع قناة المسلم الغيور :
http://www.youtube.com/user/almoslimalgayour

موقع مدونة المسلم الغيور :
http://almoslimalgayour.blogspot.com/

صفحة المسلم الغيور على الفيس بوك :
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002342342697

صفحة المسلم الغيور على تويتر :
http://twitter.com/#!/almoslimalgyour

 

 
قال تعالى : { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ }

الاثنين، 17 فبراير 2014

الاعتقاد في حفظ السنة من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية للدكتور جعفر ادريس

الاعتقاد في حفظ السنة.. من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية
أ. د. جعفر شيخ إدريس

إن قوة الإسلام التي ما تزال سبباً في سرعة انتشاره وإقبال رواد الحق إليه، إنما هي في قوة الحق الهادي الذي يرونه بادياً على محياه. وهو حق يتضافر على إبرازه الوحيان: كتاب الله المنزل وسنة رسوله المبينة، ولا بقاء له بأحدهما دون الآخر. ففتنة التشكيك في السنة مقصد عظيم من مقاصد الذين يسعون جاهدين لتقويض هذا الدين وإيقاف احتلاله لقلوب كانت تعشش فيها معتقدات باطلة وهرطقات فارغة. لكن المؤسف أن الأدوات التي تستخدم لنشر هذه الفتنة هي ألسنة وعقول إسلامية قد تكون حسنة النوايا. ولذلك فإنها تلجأ في نشر فتنتها إلى استعمال حجج دينية. فالسنة المحمدية تُنكر تارة بدعوى أنه لا حاجة إليها مع وجود القرآن الكريم، وتارة بدعوى أن كثيراً من الأحاديث ـ حتى ما شهد له جهابذة العلماء بصحة السند ـ يتنافى مع ما تقرره بعض آيات القرآن الكريم، أو ما يقتضيه العقل السليم، وتارة بأن الله ـ تعالى ـ إنما تكفل بحفظ القرآن الكريم ولم يَعِدْ بتكفله بحفظ السنة المطهرة. وحديثنا في هذا المقال منحصر في هذه الدعوى الأخيرة؛ لأن أصحابها يقولون إنهم ليسوا ممن ينكر السنة، وإنما هم من الذين يشكون في ثبوتها كلها. ولذلك فإنهم يعطون أنفسهم حق النظر فيها والحكم عليها بأهوائهم (لا أقول بعقولهم)، فما رأوه موافقاً للكتاب قبلوه، وما رأوه مخالفاً له أنكروه مهما كانت قوة سنده، وسواء كان في الصحيحين أو في غيرهما. 
نقول لهؤلاء وغيرهم: إن على كل من يؤمن بأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء، وأنه مرسل إلى الناس كافة إلى قيام الساعة، أن يعلم أن من لوازم هذا الإيمان الاعتقاد في حفظ السنة. عليه أن يعتقد هذا سواء علم كيف حفظت أو لم يعلم، وسواء كان من العلماء أو من العامة. لماذا؟
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَـحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
ومع أن المعنى الشائع لكلمة الذكر في هذه الآية أنه القرآن الكريم؛ فقد قال بعض العلماء إنها تشمل السنة أيضاً. والذي أريد بيانه هنا أنه حتى لو لم تكن كلمة الذكر شاملة للسنة، إلا أنها تستلزمها. 
كيف؟ إن كلمة الذكر تدل على أن المحفوظ ليس مجرد كلمات أو نصوص يمكن أن تبقى مصونة في متحف من المتاحف الأثرية؛ وذلك لأن حفظ الذكر يقتضي فهم المعنى؛ لأن الكلام لا يكون ذكراً إلا إذا فُهم. وهل يفهم القرآن الكريم حتى فهماً أولياً إلا إذا عرفت لغته. وقد قال ـ تعالى ـ: {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 3]. {إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
فالقرآن إذن لا يُعقل معناه ولا يُفهم إلا إذا فهمت اللغة العربية؛ فحفظه يستلزم حفظها. وهذا هو الذي حدث بحمد الله تعالى وفضله. فاللغة العربية حُفظت كما لم تحفظ لغة غيرها، فما زالت الملايين من الناس تتحدث بها وتكتب، وما زالوا يتذوقون أدبها، وما زال التعمق فيها أمرا ميسوراً. وقد استخدم الله ـ تعالى ـ لهذا الحفظ رجالاً حباهم بجمع ألفاظها، وحفظ نحوها وصرفها، وجمع شعرها ونثرها. لكن الكتاب المحفوظ نفسه كان أهم سبب في حفظها لقراءة المؤمنين المستمرة له ودراستهم لتفسيره وتمعنهم في بلاغته وإعجازه. 
وقال الله ـ سبحانه وتعالى ـ مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم-: {وَأَنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].
ولحكمةٍ ما استعمل الله كلمة الذكر هنا كما استعملها في الآية الكريمة التي هي موضع دراستنا. فكما أن الذكر لا يُفهم إلا بفهم لغته، فإنه لا يتبين إلا ببيان الرسول له؛ فحفظ الذكر يستلزم لا جرم حفظ بيانه. 
إن واحداً من عامة عقلاء البشر لا يكتب كتاباً يقول إنه لا يُفهم فهماً كاملاً إلا بالحواشي المصاحبة له، ثم ينشر الكتاب من غير تلك الحواشي. فكيف يُظن بالحكيم العليم أن يرسل رسولاً تكون مهمته أن يبين كتابه، ثم يحفظ الكتاب ولا يحفظ ذلك البيان؟ 
والله ـ سبحانه وتعالى ـ يشير في أكثر من أربعين موضعاً في كتابه إلى سنَّة رسوله، فيأمر باتباعه وعدم تقديم كلام بشر على كلامه، ويبين ضرورة هذا الاتباع وفضله، وأنه أمر يقتضيه حب المؤمن لربه، ويحذر ـ سبحانه ـ من مخالفة هذه السنة. يذكر كل هذا في مثل قوله ـ سبحانه ـ: {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] .
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] 
** وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
هل يتصور عاقل يقدر ربه حق قدره أن يشير في أمثال هذه الآيات إلى معدوم بالنسبة لمن هم في عصورنا هذه المتأخرة؟
كيف يكون الناس في عهده -صلى الله عليه وسلم- بحاجة إلى سنته وهم الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم، ولا نكون نحن بحاجة إليها؟
كيف يشير إلى معدوم بالنسبة لنا وقد أرسل رسوله -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة إلى قيام الساعة وجعله خاتما لأنبيائه؟
وإذا كان ـ سبحانه وتعالى ـ يعلم أن حاجتنا إليها عظيمة؛ فكيف يتصور أن لا يحفظها لنا وينعم علينا بهدايتها كما أنعم على الذين من قبلنا؟
إن القول بعدم حفظ السنة له خبيء من أبطل الباطل هو أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- إنما أرسل لمعاصريه. وخبيء آخر هو أن الكفار كانوا محقين في إنكارهم لإرسال الرسل وفي زعمهم بأن كل واحد منهم مؤهل لأن يؤتى مثل ما أوتي رسل الله. 
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً } [المدثر: 52] 
كيف يشك إنسان في حفظ السنة ثم يشهد بلسانه بأن محمداً رسول الله؟ ما ذا تعني هذه الشهادة بالنسبة له؟ إنه لا فرق في واقع الأمر بين إنكار السنة وإنكار حفظها؛ فكلا الأمرين يؤدي إلى عدم الاهتداء بها. 
والاعتقاد في حفظ السنة من لوازم الإيمان بالرسالة المحمدية؛ لأن المؤمن بهذه الرسالة يسأل الله ـ تعالى ـ في كل ركعة من ركعات صلاته الواجبة والنافلة في كل يوم أن يهديه إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ومن ذا الذي يدخل في من أنعم الله عليهم إن لم يدخل فيهم جهابذة العلماء الفضلاء الأتقياء الذين أفنوا أعمارهم في جمع السنة وحفظها وتفتيشها ودراستها والعمل بها؟ كيف يدعو إنسان ربه أن يهديه إلى صراط الذين أنعم الله عليهم، ثم يعرض عن علماء السنة هؤلاء أو يتعالى عليهم ظاناً أنه أعلم منهم أو أعقل أو أذكى أو أحرص على دين الله؟ كلاَّ؛ بل إن المؤمن الصادق ليقول لنفسه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90].
إنه لا بديل عن سلوك صراط هؤلاء إلا سلوك طريق المغضوب عليهم من الذين عرفوا الحق وأنكروه، أو سلوك طريق الضالين الذين عبدوا الله بأهوائهم وتخرصاتهم، فلم يكونوا من الذين هداهم الله ولا من أولي الألباب.
وإنه لمن تمام حفظ الذكر العظيم أن يكون بين المسلمين دائماً علماء يستهدون بهداهم في معرفة هذا الذكر، ويسالونهم ويستفتونهم. وإنه لمن أعظم ما يتميز به هؤلاء العلماء الهداة هو معرفة سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. 
قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون"[1].
إن بداية عموم الضلال أن يذهب من على وجه الارض أمثال هؤلاء العلماء، فيذهب بذهابهم العلم بكتاب الله ـ تعالى ـ مع وجود نصوصه:"إن الله ـ تعالى ـ لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا"[2]
وحين يحدث هذا لا تبقى من فائدة في وجود النص القرآني؛ لأنه لا يكون آنذاك ذِكْراً؛ ولهذا فإن الله ـ تعالى ـ يرفعه إليه، ثم يأذن بقيام الساعة.


[1] البخاري، حديث 3368، ومسلم، حديث 3544


[2] البخاري، حديث 98.

--

أخوكم / المسلم الغيور ..

للاشتراك في مجموعة المسلم الغيور البريدية ما عليكم سوى الضغط على الرابط
التالي و إدخال بريدكم الإلكتروني في المربع الخالي ثم الضغط على زر إشترك
:
http://groups.google.com/group/almoslime/boxsubscribe

موقع قناة المسلم الغيور :
http://www.youtube.com/user/almoslimalgayour

موقع مدونة المسلم الغيور :
http://almoslimalgayour.blogspot.com/

صفحة المسلم الغيور على الفيس بوك :
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002342342697

صفحة المسلم الغيور على تويتر :
http://twitter.com/#!/almoslimalgyour

 

 
قال تعالى : { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ }